علي محمد يحيى قبان

شذرات_من_حياة_الشاعر علي بن محمد بن يحيى قبان ..…
ولدفي اسرة كريمة ولعل تأريخ ميلاده في آوائل  خمسينيات القرن الماضي 1952م تقريبا.
 كان رحمه الله شخصية مرحة استطاع ان يكسب محبة الناس وصارمحل احترام وتقدير الجميع لما اتصف به من اخلاق مثلى ،
 وهو من أحد ابرز الذين قاموا بتأصيل التراث الاهنومي الشعري والابداعي وعمل على  ترسيخه بل وصناعته والمحافظة عليه من الاندثار سواءا فيما يتعلق بالقصيدة الشعبية او الاهازيج والمووايل والاناشييد .
الخاصة بالافراح والمناسبات وكذا الزوامل..بالوانها..
لماكان يتمتع به من حس مرهف وملكة شعرية وان كان من المقلين ولما تميزبه من صوت شجي اطرب الاسماع وكان اكثر اهل جيله ابداعا ومرحا ودعابة وإذا عمدالى اظهار نفسه وتنمية قدراته الشعرية وفن التوشيح لفاق  زبيدة والمحفدي وعامر والاكوع وغيرهم..
قديستغرب المرء اين كان هذا المغمور الذي لم يظهرنفسه ولم يكن أحد يعرف عنه شيء على المستوى الرسمي والشعبي بصورة عامة؟

ولعل شهرته كانت محصورة في منطقة معينة .
الا ان اغلب الالحان التي يرددها بعض الشباب والشعراء الشباب الذين حاولوا تجديد التراث الاهنومي بصبغة اخرى مختلطة وليست اهنومية خالصة كتلك التي أطرها قبان وابدع فيها أيما إبداع..
كان اهل جيله والذي يليه وكل من سمع به لايقيم فرحا الا اذا كان قبان هو من يحيي السمر وحفل العرس الذي عادة مايتم احياءه في الليل في مناطق الاهنوم واذالم يأت قبان لاحياء العرس لايعد فرحا إن لم يكن مأتما فاذا لم يحضر لسبب جوهري يبقى العريس في تحسر ويحز في نفسه يبقى ذلك زمنا طويلا تأخذه الحسرة لان قبان لم يأت للانشاد وقد يظهر ابناء قرية العريس شيء من المعايرة والتلاوم..
وبلهجة محلية "ماهو عرس مادام وماجاء قبان ".
كان  رحمه الله اهم منشد وظل لاكثرمن اربعة عقود من الزمن   كأبرز شاعر ومنشد حافظ على جوهر تراث الأهنوم وصناعته وان حاول البعض مجاراته لكن لم يستطيعوا ،
لان اغلب الالحان التركيبية الانشادية التي ينشدونها مختلطة ومقتبسة نبطي وبدوي وليست اهنومية خالصة ،كما أن الموسيقى النغمية للقصائد التي كان ينشدبها يتخللها الرومنسية والهدوء تتناغم مع همسات الليل وكلها ذات تناغم انشادي بديع.
التذوق الشعري والانشادي لايحسن اتقانه الشباب الذين يعتبرون انفسهم صناع موسيقى فرائحية تراثية ابداعية وماهي الا مجرد الحان مختلطة من هنا وهناك..
ذات مرةونحن في عرس المهندس فارس عبدالله الوادعي مكثنا ليلة كاملة نتحدث عن التراث الشعري والانشادي بشكل عام وفي الاهنوم بشكل خاص وامكانية تجديده وكان اكثر ما يلفت نظره انصراف الناس عن مثل هذا التراث وخصوصا بعد ظهور الحركات الدينية حيث اختلط التراث الاهنومي بتراث حركي ديني منكمش بعيد عن السلاسة والعذوبة..
وكلها الحان خشنة لاتتحدث الاعن فكر بعينه ولون من الوان الشعر اما قصائد الغزل العذري وغيرها من قصائد المديح التي كان يتغنى بها وتعتبر قصيدة "الحمامي " من اهم القصائد الغزلية التراثية الاسطورية التي حاول عدد من الشعراء مجاراة تلك القصيدة ومنهم الشاعر الكبير المعروف "حسن عبدالله الشرفي"
وشعراء غيره حاولوا تاليف قصيد على نسق القصيدة الشعبية "الحمامي" وكان اذا أنشدها قبان وكافضل منشد انشدها لما تميز به من صوت عذب اخذ في التوسط لاخشن ولارفيع..
وحاول بعض الشباب آداءها وتطوير لحنها كما فعل المنشد يحيى أبوهدال والشاعر محفوظ شانع لكن لم تكن بذلك المستوى الابداعي الذي رسمه
الشاعر"علي محمد قبان"
والحان أخرى ابدع فيها وحاول بعض المنشدين المقلدين من الشباب ان ينسبها الى نفسه فلم يستطع .
وتجد اقرانه واهل جيله وكل من سمعه ينسبونها اليه فبقيت محصورة لم يستطع احد تقليدها ومجاراتها فظلت مصاحبة له..
قبان رحمه الله غادرنا دون ان يتم توثيق اناشيده والاهازيج والزوامل التي انفرد بتلحينها..
ربما قصائد معدودة تم تسجيلها كمحاولة فردية من قبل بعض .
ونتيجة وجود الهواتف المحمولة لكن لم يكن تسجيل متقن اذ صاحبه العشوائية..
قديستغرب المرء حينما اسهبت الحديث حول التراث الذي ارساه الشاعر والمنشد علي بن محمد قبان رحمه الله تعالى..
والحديث عنه قد يطول وربما ان سنحت الفرصة لجمع ما امكن جمعه من اوراق كسيرة ذاتية لشاعرنا
ومنشدنا الوالد علي بن محمد قبان رحمه الله ،
اذا مالقيت تعاونا من أولاده واسرته واتمنى ذلك.
ولعلي اتلقى استجابة منهم ولن يمانعوا الا اذا تبنى شخص آخر هذه الفكرة التي جالت في خاطري...
سأكون مسرورا ولي الشرف ان اكتب شيء من سيرة هذا الشخص المغمور.
لقد فقدت القصيدة والتراث الاهنومي احد ابرز المنشدين والملحنين للقصيدة الانشادية الشعبية واحد المغمورين الذين لايحبون الظهور..
والذي اطرب الاسماع بالاصوات..
الشجية والقصائد العذبة وادخل السرور الى قلوب الكثيرين..
فقدكان عارفا بفنون الشعر ورجاله وموسيقى الانشاد "الموشحات" ورجالها
والادب الشعبي ورجاله.!"
رحم الله الفقيد وتغمده بواسع الرحمة والمغفرة واسكنه فسيح جناته.
وعصم الله قلوب الجميع بالصبر وعزاؤنا لأبناء الاهنوم قاطبة ومحافظة حجة.
والله الموفق..
بقلم الراجي عفوربه..
الكاتب الصحفي علي عبدالله العنسي
يافعة_ الأهنوم  8  /7 /2017


تعليقات